الرد على بيان العودة والحنيني وعبد الله وكيل الشيخ وأصحابهم
إن مما يثير العجب والدهشة أن بعضا من هؤلاء الموقعين لم يحاولوا إصلاح بلدانهم ، فاثنان منهم قد ربتهم هذه البلاد ، وعلمتهم في معاهدها وجامعاتها ، ثم هم مع هذا يعضون يدا مدت لهم الخير ، فأنا أنصح الأخ ناصر بن يحيى الحنيني (سعودي الجنسية يمني الأصل) والأخ علي عمر بادحدح (سعودي الجنسية يمني جنوبي الأصل ) أن يحمدوا الله على منحهم الجنسية ، وأن يكون مع هذه القيادة التي فروا إليها بعد أن ذاقوا من بلدانهم سوء الأفعال .
وأنا هنا أطرح سؤالا : هل هذا الرجلان يريدان أن يصدرا الثورة ؟ أين هذان الرجلان من كلامهم في التشبه وتكفير من فعل ذلك ؟ كيف يطالبون بمجلس شورى يسن الأنظمة والقوانين ؟ أليس هذا تشبها بالغرب الذي يكفرون من فعله؟
أما بالنسبة للدكتور عبد الله وكيل الشيخ فأنا هنا أطرح أسئلة لعله يجيب عنها :
س 1 : طالبت بالإصلاح ... الخ
فهل من الإصلاح أن تكون عضوا في اللجنة الشرعية لبنك الإنماء وليس هذا العمل تخصصك ألبتة ، فأنت تخصصك في علم العلل وحققت كتاب (العلل) للإمام أحمد ، ولم يعرف عنك يوما ما ركونك إلى العلم وأهله ، وإنما كنت أنت وعمر العيد مع القطبية ، ثم توجهتما بعد ذلك إلى البنائية ، فهل من الإصلاح أن تكون في لجنة تقرر ما يتعلق بالأمور المالية (الإسلامية) وليس هذا من تخصصك ، بل أنت أجنبي عنه ؟ ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ، وإلا حلال عليكم حرام على غيركم ؟!
س2: لك محاضرات كثيرة أجدت فيها وأفدت فيما يتعلق بالمرأة وحجابها ، وصدر لك شريطان في هذا المجال تذكر لك فتشكر ، وأسأل الله أن ثيبك على ذلك ، ولكن هل من الإصلاح أن تكون مع النساء الحاسرات الكاشفات الجميلات المتجملات في مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي في أندونيسيا ؟ وهل من الإصلاح أن تكاد تستلقي من الضحك لما ألقت إحداهن نكتة ؟ أم أنك على طريق الدكتور عايض القرني حين فرق في كشف المرأة وجهها بين المرأة الكويتية والمرأة السعودية ؟ لا أدري هل هذا دين جديد ؟ فاتقوا الله ولا تتلاعبوا بعقول شبابنا ، فهم ـ والله ـ أمانة في أعناقكم .
3 ـ تتذكر حينما اجتمعت أنت وبعض الإخوان البنائية مع بعض الإخوان السرورية وعملتم على اتفاق بينكم ، ثم ناقضتموه حتى قال الدكتور عبدالرحمن المحمود مقولته المشهورة : هؤلاء الإخوانية خونة كلما أردنا أن نتفق ورطونا .
أما الدكتور سعود الفنيسان ، فالحق والحق ـ إن شاء الله ـ أقول : لا يعرف عن الدكتور سعود إبان عمله في كلية الشريعة وعمادته لها غير التسلط المطلق والمناطقية المقيتة ، فقد كان يعامل من ليس من بلده تعاملا سلطويا ومن ضحاياه خلق كثير منهم .
والدكتور لم يعرف عنه علم ، وإنما تقحم لمسائل كبار كتب فيها علماء كبار أخذ من هذا نتفة ومن هذا نتفة ، ولا يستطيع أن يعبر عنها تعبيرا علميا .
فالرجل ضحل المعلومة ، وإن أردت أن تتحقق من مقولتي هذه فاسأل عنه من ليس من منطقته ، وليس على توجهه (الإخواني البنائي) .
فهل من الإصلاح أن تتحدث عن الإصلاح وأنت تحتاج إلى إصلاح ؟!!!!
ومن الغريب أن تجد من يزعم الديانة والغيرة يجتمع مع الليبرالي ، فكيف يرضى عبد الله وكيل الشيخ وناصر الحنيني وعدو الليبرالية بزعمه سعود الفنيسان وخالد العجيمي وقائد قوات دحر الحداثة سعيد وأخوه خالد أبناء الرجل الصالح سعيد الغامدي كيف يرضون أن يجتمعوا مع محمد سعيد طيب ؟ أفنفهم من هذا أن الليبرالية لا شيء فيها ، وأن ما تعلمناه من شيخنا الدكتور سفر الحوالي ـ حفظه الله وشفاه ـ من خطر العلمانية على الإسلام أن هذا كله كذب ؟ وأنتم تعلمون أن الشيخ سفر قد بين فضائح العلمانية والعلمنة ، وأقام الحجة في وقت كان الناس فيه محتاجين إلى هذا العلم والبيان فلم يؤخر البيان عن وقت الحاجة ، أما أنتم فوالله لقد كذبتم هذا الرجل أيما تكذيب ، ولبستم على طلبة العلم ، وأدخلتموهم في متاهات عظيمة .
إن الدكتور سعيد الغامدي كتب رسالته عن الانحراف العقدي في الأدب الحديث ، وأجاد في الجملة ، وصار بسبب هذه الرسالة مشاكل كثيرة جدا ؛ لأن فيها تكفيرا لأشخاص وأنطمة حاكمة وغيرها ، وأصدر شريطا عن الحداثة ، وهو بهذا الشريط نبه إلى خطر هذا التوجه المنحرف ، وكشف عواره ، وصار عند كثير من الناس حذر من هذه الفئة المنحرفة ، لكنه اليوم بطروحاته هذه يناقض ما كتبه ، ويلبس على الناس .
وأنا أدعو هذا الرجل (لعلمي بما فيه من الخير الذي ورثه عن شيخنا أبيه الشيخ سعيد) أن يتعقل ، وألا يفعل أمورا يدخل فيها أبناءنا في متاهات ، فيغرر بهم بالدخول مع العلمانيين والليبراليين .
وأنتم بهذا ستفتحون الباب على مصراعيه لنتفق مع الدكتور تركي الدخيل والناقد الصحفي الزاعم أنه (فاهم) في التوجهات الإسلامية : منصور النقيدان وعبد الله بن بجاد ومشاري الذايدي أخزاهم الله وكفانا الله وإياكم والمسلمين شرهم ، ورد كيدهم في نحورهم ، فأنتم بهذا تلبسون على الناس ، فاتقوا الله في أبناء المسلمين ، ولا تجعلوا قضاياكم الضخصية قضايا عامة ، فنحن نعلم أن الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الزايدي له أبناء مشاركون في عمليات إرهابية كادت تقضي على كثير من عباد الله في أعمال إجرامية ، فلا عجب أن يتكلم ويطالب بإصلاح أوضاع ... ونعلم أن الدكتور محسن العواجي قد قام يبعملية إرهابية حكم عليه بالسجن حكما شرعيا مدة خمس وعشرين سنة ثم تم التخفيف عنه وخرج من السجن في حين أن بعضا ممن شاركهم في الجريمة تم الحكم عليه بالقصاص ونفذ فيه .
وأما الدكتور سلمان العودة فنحن نعلم أن سجنه لمدة خمس سنين لايزال أثرها عميقا في قلبه ، فلا عجب أن نراه يظهر آراء ونصائح ودعاوى إصلاح ليصل إلى ما يريد من الانتقام لنفسه ، ثم أين هو عن هذه المطالب حين كان مأذونا له في الإم بي سي ؟
ياشباب الإسلام في هذه البلاد :أين الدكتور سلمان حين كان يثني على سيف الإسلام القذافي ؟ وزين العابدين بن علي ، ويحاضر في سفارة المملكة في القاهرة ؟ ويطالب برياضة النساء ، ويبيح أعياد الميلاد ؟ ويجعل راية الصليب الإسبانية (شعار نادي ريال مدرير ) في بيته ؟ أين الإصلاح المنزلي ياسلمان العودة ؟ هل هذا هو الإصلاح الذي تريده ؟ أليس هذا هو ما تدعو إليه العلمانية والليبرالية م أنها علمانية وليبرالية إسلامية إذا كنت فيها ؟
وأما الدكتور خالد العجيمي فلا أعتب عليه ؛ لأن هذا هو منهجه منذ أن كان عميدا لشؤون الطلاب في جامعة الإمام ، فقد كانت دعوته للإصلاح (كما يقول آنذاك) خليطا بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية لنخرج بمنهج إصلاحي فريد من نوعه ، فالسياسة والاقتصاد والفن ينبغي أن تكون (على رأيه) بطريقة غربية ، والعقيدة والرأي والفكر ينبغي أن يكون بطريقة إسلامية مبنية على العقل الواعي المدرك .
ويشتد استغرابي من مطالبة الدكتور خالد بالإصلاح وهو يعلم أنه كان عميدا وهو معيد !!! مع وجود أعداد كبيرة من الدكاترة ، وكان يحضر مجلس الجامعة