اسمي : تيس بن يعرب الحيواني
أسكن : مدينة الخرافة في جزيرة الجن العربية
ديني : الاستسلام
أما عمري فإنه ضائع .. وإلى الآن لم أجد عدداً لسنينه .. لكن أمي تقول بأنني ولدت في عام الرقية .. وهو العام الذي تسلط فيه
الجن والسحرة على عامة الناس وخاصتهم .. واشتد بالناس الكرب حتى قيل بأن المحاكم عطلت وأقفلت أبوابها بعد أن بسط الجن
والمشعوذون سيطرتهم حتى على القضاة المنزهين المعصومين .. فأصبحوا يحكمون بغير ما أنزل الله وينهبون أموال الناس
ويسرقون أراضيهم ويظلمونهم وهم لا يشعرون .. مما اضطر الدولة إلى إلغاء وظيفة القضاء وتسريح القضاة مؤقتاً حتى يتم
علاجهم من السحر والجن من قبل الرقاة ..
ووصل الأمر مبلغاً عظيماً حين أصيب غالبية الناس بسعار القتل والظلم والبطش بفعل الجن والسحر وانتشر الفساد في كل مكان ..
لدرجة أن الرقاة لم يعودوا يجدوا ريقاً في حلوقهم يبصقون به على الناس من كثرة ما يتفلون ويبصقون على المصابين بذلك الداء
العظيم .. ولهذا سمي ذلك العام بعام الرقية ..
ومن القصص التي تحكيها لي والدتي عن ذلك العام .. أن قاضياً في المدينة غفل ذات يوم عن الأذكار والأدعية اليومية والأوراد
والأحراز التي تحميه من الأذى والحسد والعين والسحر والجن فتعرض بسهولة لسحر أحد المشعوذين حين دس للقاضي سحراً بين
كومة من الدولارات ووضعها في جيبه المقدس خفية .. ومنذ ذلك الحين والسحرة يتفننون في الإيقاع بالقضاة عن طريق دس السحر
لهم في الأموال تارة .. وتارة أخرى بطلاسم وخطوط يضعونها على خرائط الأراضي والأوراق الجمركية للسيارات وصكوك
المنازل .. فيقبل القاضي تلك الأرض أو تلك السيارة أو تلك العمارة وهو لا يدري بفعل ذلك السحر الخبيث ..
وتواصل والدتي حديثها عن تلك القصة العجيبة فتقول : لولا أن راقياً من المدينة يعرف القاضي المسحور ويعرف مكان الدولارات
التي دس فيها السحر لثبتت على ذلك القاضي المسكين تهمة الفساد .. ولكن الله أنجاه بأنه تداوى عند ذلك الراقي وبحضور شهود
من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعرفون هم أيضاً طريق الدولارات المسحورة .. فشهدوا له أمام القاضي الخالي من
السحر بأنه منزه ومقدس عن كل تلك الاتهامات وأن الجني الذي قام بجريمة السحر مستعد للشهادة .. وفعلاً شهد الجني للقاضي
وقبلت شهادته شرعاً وصدر حكم البراءة وميز من هيئة التمييز غير المسحورة ..
وبعد هذه الحادثة يا ولدي كثرت الجرائم بين الناس بفعل السحر والجن وأصبحت المحاكم تتلقى آلاف القضايا كل يوم وتبرئ آلاف
المجرمين المسحورين كل يوم حتى تنبهت الدولة .. وبعد التقصي اكتشفت أن جميع القضاة قد تعرضوا للسحر والجن وبنفس
الطرق الخبيثة التي يتبعها معهم المفسدون في الأرض وأن حتى هيئة التمييز والمجلس الأعلى للقضاء مسحور مسحور مسحور يا ولدي ..
فأصدرت الدولة قراراً تاريخياً بإغلاق المحاكم وتسريح القضاة حتى ينتهي الرقاة من نفثهم ويستأصلون الجن من أجساد جميع القضاة وجميع المجرمين ..
وفي عام الكرب ذاك كانت ولادتك يا بني .. وأسميتك تيساً حتى تقارع خطوب الزمان .. ولكن وبدلاً من أن تنمو لك القرون نمت لك
الآذان وطالت حتى أصبحت تقارب قدميك مما أصابك بالخذلان فأصبحت جباناً رعديداً فاقداً للذاكرة والعقل معاً .. لا تفقه شيئاً ولا
تلوي على شيء .. أهطل الأذنين أخطلها .. غبي وأحمق .. تؤمن بالخرافات والأساطير وتكفر بالإنس وتؤمن بالجان .. فأدركت أن
لوثة السحر أصابتك منذ ذلك العام المشؤوم .. ولم تكن وحدك .. بل إن كل جيلك هم تيوس وحمير مثلك يا بني فلا تبتئس ولا تحزن
وتأكد بأن الله سيسخر لك راقياً يبصق في وجهك ويملؤه بالتفال الشافي ويركلك ويرفسك حتى يخلصك مما أنت فيه من سحر
وجان .. والله على كل شيء قدير ..
كتبه تيس بن يعرب
السيد غلط سابقاً
أسكن : مدينة الخرافة في جزيرة الجن العربية
ديني : الاستسلام
أما عمري فإنه ضائع .. وإلى الآن لم أجد عدداً لسنينه .. لكن أمي تقول بأنني ولدت في عام الرقية .. وهو العام الذي تسلط فيه
الجن والسحرة على عامة الناس وخاصتهم .. واشتد بالناس الكرب حتى قيل بأن المحاكم عطلت وأقفلت أبوابها بعد أن بسط الجن
والمشعوذون سيطرتهم حتى على القضاة المنزهين المعصومين .. فأصبحوا يحكمون بغير ما أنزل الله وينهبون أموال الناس
ويسرقون أراضيهم ويظلمونهم وهم لا يشعرون .. مما اضطر الدولة إلى إلغاء وظيفة القضاء وتسريح القضاة مؤقتاً حتى يتم
علاجهم من السحر والجن من قبل الرقاة ..
ووصل الأمر مبلغاً عظيماً حين أصيب غالبية الناس بسعار القتل والظلم والبطش بفعل الجن والسحر وانتشر الفساد في كل مكان ..
لدرجة أن الرقاة لم يعودوا يجدوا ريقاً في حلوقهم يبصقون به على الناس من كثرة ما يتفلون ويبصقون على المصابين بذلك الداء
العظيم .. ولهذا سمي ذلك العام بعام الرقية ..
ومن القصص التي تحكيها لي والدتي عن ذلك العام .. أن قاضياً في المدينة غفل ذات يوم عن الأذكار والأدعية اليومية والأوراد
والأحراز التي تحميه من الأذى والحسد والعين والسحر والجن فتعرض بسهولة لسحر أحد المشعوذين حين دس للقاضي سحراً بين
كومة من الدولارات ووضعها في جيبه المقدس خفية .. ومنذ ذلك الحين والسحرة يتفننون في الإيقاع بالقضاة عن طريق دس السحر
لهم في الأموال تارة .. وتارة أخرى بطلاسم وخطوط يضعونها على خرائط الأراضي والأوراق الجمركية للسيارات وصكوك
المنازل .. فيقبل القاضي تلك الأرض أو تلك السيارة أو تلك العمارة وهو لا يدري بفعل ذلك السحر الخبيث ..
وتواصل والدتي حديثها عن تلك القصة العجيبة فتقول : لولا أن راقياً من المدينة يعرف القاضي المسحور ويعرف مكان الدولارات
التي دس فيها السحر لثبتت على ذلك القاضي المسكين تهمة الفساد .. ولكن الله أنجاه بأنه تداوى عند ذلك الراقي وبحضور شهود
من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعرفون هم أيضاً طريق الدولارات المسحورة .. فشهدوا له أمام القاضي الخالي من
السحر بأنه منزه ومقدس عن كل تلك الاتهامات وأن الجني الذي قام بجريمة السحر مستعد للشهادة .. وفعلاً شهد الجني للقاضي
وقبلت شهادته شرعاً وصدر حكم البراءة وميز من هيئة التمييز غير المسحورة ..
وبعد هذه الحادثة يا ولدي كثرت الجرائم بين الناس بفعل السحر والجن وأصبحت المحاكم تتلقى آلاف القضايا كل يوم وتبرئ آلاف
المجرمين المسحورين كل يوم حتى تنبهت الدولة .. وبعد التقصي اكتشفت أن جميع القضاة قد تعرضوا للسحر والجن وبنفس
الطرق الخبيثة التي يتبعها معهم المفسدون في الأرض وأن حتى هيئة التمييز والمجلس الأعلى للقضاء مسحور مسحور مسحور يا ولدي ..
فأصدرت الدولة قراراً تاريخياً بإغلاق المحاكم وتسريح القضاة حتى ينتهي الرقاة من نفثهم ويستأصلون الجن من أجساد جميع القضاة وجميع المجرمين ..
وفي عام الكرب ذاك كانت ولادتك يا بني .. وأسميتك تيساً حتى تقارع خطوب الزمان .. ولكن وبدلاً من أن تنمو لك القرون نمت لك
الآذان وطالت حتى أصبحت تقارب قدميك مما أصابك بالخذلان فأصبحت جباناً رعديداً فاقداً للذاكرة والعقل معاً .. لا تفقه شيئاً ولا
تلوي على شيء .. أهطل الأذنين أخطلها .. غبي وأحمق .. تؤمن بالخرافات والأساطير وتكفر بالإنس وتؤمن بالجان .. فأدركت أن
لوثة السحر أصابتك منذ ذلك العام المشؤوم .. ولم تكن وحدك .. بل إن كل جيلك هم تيوس وحمير مثلك يا بني فلا تبتئس ولا تحزن
وتأكد بأن الله سيسخر لك راقياً يبصق في وجهك ويملؤه بالتفال الشافي ويركلك ويرفسك حتى يخلصك مما أنت فيه من سحر
وجان .. والله على كل شيء قدير ..
كتبه تيس بن يعرب
السيد غلط سابقاً